مرض السكري والغذاء
للتغذية دورٌ مهم جدًا في علاج داء السكّري. كما نعلم، تحتاج خلايا جسمنا إلى الطاقة، ومصدر هذه الطاقة هو طعامنا والتي يستخدمها الجسم على شكل جلوكوز. ما من حاجة إلى اتّباع نظام غذائي خاص عندما تكون مصابًا بداء السكّري من النوع الأول، ولكن المطلوب هو غذاء صحي وتوزيع جيّد للطعام على مدار اليوم.
تُعتبر الكربوهيدرات مهمة جدًا في هذا الصدد لأنها توفّر الطاقة للجسم. ولكن يبقى الأنسولين لا غنى عنه. تعمل الكربوهيدرات على رفع مستويات الجلوكوز في الدم، ولكن من أجل تحويل هذا الجلوكوز إلى طاقة للجسم، نحتاج إلى الأنسولين. لمعرفة مقدار الأنسولين الذي تحتاج إليه، عليك أن تعرف (تحتسب) مقدار الكربوهيدرات التي يحتوي عليها الطعام والمشروبات التي تتناولها. يساعد الوالدان أطفالهم على احتساب ذلك، أما الأشخاص الأكبر سنًا، فيمكنهم تعلّم كيفية القيام بذلك بنفسهم.
الوجبات الخفيفة
إن تناول الطعام بانتظام مهم للحفاظ على مستوى طبيعي للسكّر في الدم. الوجبات الخفيفة الجيّدة هي:
- الفاكهة (جميع الأنواع)
- العنب الكشمشي أو العنب الأبيض
- كعكة الزنجبيل (لكن ضع في اعتبارك كمّية السكّر في بعض الماركات)
وزّع الطعام على مدار اليوم على ثلاث وجبات كاملة وثلاث وجبات خفيفة. هذه الطريقة كانت روتينًا عند الكثير من الأشخاص قبل إصابتهم بداء السكّري، ولكنها الآن مهمّة طوال أيام الأسبوع. في معظم الحالات، يمكنك الاستمرار في تناول الكمية نفسها من الطعام والوجبات الخفيفة التي كنت تتناولها من قبل. وتجدر الإشارة إلى أن السكّر ليس ممنوعًا، وليس هناك طعام ممنوع على الإطلاق، فالتغذية عند الإصابة بداء السكّري هي عبارة عن تناول طعام صحّي عادي.
إلا أن شراب الليمون والمشروبات الغازية تؤدّي إلى ارتفاعات مفاجئة في مستويات الجلوكوز، لذا من الأفضل لك تناول مشروب غازي قليل السكّر أو شراب ليمون مخفّف جيدًا. قد يكون مفيدًا أيضًا زيادة شرب المياه النقيّة واحتساء الشاي بدون سكّر، وتناول الفاكهة العادية بدلاً من شرب عصير الفاكهة. قد يظهر على علبة العصائر “صافٍ وغير مضاف إليه السكّر”، ولكنها تحتوي دائمًا على سكّر الفاكهة. كُن على ثقة أنّه مع الوقت ستتعلّم أي من المشروبات والعصائر هي المناسبة لك.
التغذية بعد التشخيص
يجوز أن تكون قد فقدت بعض الوزن مباشرةً قبل تشخيص إصابتك بداء السكّري. وفي بداية العلاج بالأنسولين، ستلاحظ أنك ستشعر بالجوع. هذا أمرٌ طبيعي، فجسمك يجب أن يستردّ عافيته بعد فترة صعبة. لذلك، فإن العلاج في المرحلة الأولى يهدف إلى تعافي الجسم وإلى التركيز على التغذية المهمة. فمرحلة “البقاء على قيد الحياة” هذه مخصصة للتعلّم والتعافي، وحين نجتازها سويًا، نبلغ مرحلة العمل على إدارة وتنظيم داء السكّري بشكل أفضل. وهنا دور اختصاصيو التغذية لدينا، فهم يعلّمونك بسرعة كبيرة كيفية إدارة تغذيتك في ظلّ داء السكّري بدون الحاجة إلى اتّباع نظام غذائي غير مفيد.